بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي قال في كتابه الكريم: فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ. والصلاة والسلام على سيد العرب والعجم سيدنا ومولانا محمد وعلى اله وصحبه وسلم، اما بعد:
فقال عماد الدين عثمان البنتني هذا كتاب لجواب الدكتور محمد بن أبي بكر باذيب الشبامي فيما قاله في مقدمة كتاب إظهار الحقيقة الجلية لمدعي كشف الفضيحة العلمية في تاريخ ونسب باعلوي المسماة بكشف الستار عن الدلائل والاثار لأحمد بن عوض با علوي وهو مؤلف لجواب كتابي كشف الفضيحة العلمية في تاريخ ونسب باعلوي -الانتهاء في انقطاع نسب باعلوي الى النبي صلى الله عليه وسلم-.
وكتاب الاظهار كتب في 6 محرم 1446 ه وقد أجبته في 17 محرم 1446ه باللغة الاندونيسية وكنت أكتفي بها للجواب لأنه ليس فيه دليل جديد، وجميع ما فيه قد أصدره ناصرو باعلوي في اندونيسيا، وقد أجبتهم وأفحمتهم ولا سبيل لهم من الجواب بعد ذلك. ولكن بعد سنة جاء الخبر بأن ذلك الكتاب طبع في هذه السنة (2025 م) وأرسل أحد أصدقائي ملفه في 14 يوليو 2025م فتحرك قلبي ان اكتب جوابه باللعة العربية. ولما وجدت في ذلك المطبوع ان الدكتور محمد بن أبي بكر باذيب كتب مقدمة له فأقدم جوابه من جواب الكتاب لأنه أجدر ان يقدم. وأفردته في التأليف لتيسير الطالبين في نيله.
وسميت هذا الكتاب الجواب النجيب من عمادالدين عثمان البنتني الى الدكتور محمد بن أبي بكر باذيب حول نسب باعلوي الباطل الغريب. وأسأل الله تعالى الكريم المنان ان يجعل هذا نافعا للمسلمبن آمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.
قال الدكتور محمد بن أبي بكر باذيب:
(هذا الكتاب رد على بعض متنطعي عصرنا، من الذين يحاولون أن يسدوا عين الشمس بغربال، ويحاولون إخفاء الحقائق، وتزوير التاريخ، وإشهار المغالطات أمام فئات من الناس لا يعرفون إلا ما يشاهدون، ولا يصدقون إلا ما يلقى إليهم – ولو كان باطلاً – بسبب سيطرة وسائل الإعلام على العقول، وضعف الوعي والإدراك لديهم. وقد يكون المتلقي عارف الحقيقة، ولكن لحاجة في نفس يعقوب يُصَفِّقُ للباطل ظنا منه أنه يحقق مآربه النفسية، ويتجاهل أنه بتصفيقه ذلك يضع نفسه في قمقم الحقارة والوضاعة، وأنه سيندم يوما ما).
قلت:
ماقاله باذيب بأني من الذين يحاولون أن يسدوا عين الشمس بغربال قول معكوس بالنسبة لما فعلت من كشف الفضيحة لنسب وتاريخ باعلوي، بل الذين يحاولون ذلك هم مثل باذيب وجميع من نصر نسب باعلوي بلا علم ولا هدى ولا كتاب منير. فبطلان نسب باعلوي كالشمس لا يغطى بغربال التزييف والتزوير فهم يريدون ان يكون التاريخ في زمان قديم على ما يوافق هوى اقلامهم ولو مخالفا لما كتبه المؤرخون القدامى، لكن الحقيقة أمر لا يمكن إخفاؤه مهما حاولنا تخبئتها بالمبررات أو الحجج. فعندما حاولوا ان يزيفوا حقيقة التاريخ انكشفت دون أن يتمكن أحد من منعها.
وباذيب يقول عن نفسه حيث قال “قد يكون المتلقي عارف الحقيقة” فان باذيب علم ان نسب با علوي انما صدر في القرن التاسع لا يكون كتاب واحد في الانساب ذكر نسبهم ولكن لحاجة في نفس يعقوب يُصَفِّقُ للباطل ظنا منه أنه يحقق مآربه النفسية، ويتجاهل، وأنه سيندم يوما ما. نعم باذيب سيندم يوما ما. وكل من وافق با علوي في كذب ادعائهم سيندم يوماما. وهذا أمر مؤكد. قال تعالى: وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ( الانعام :27)
قال باذيب:
(كتابنا هذا في الرد على رجل (بنتني)، أي منسوب إلى بانتن أو بنتن، وهي من أقاليم جزيرة جاوا الكبرى، كان لها صيت عظيم في عصور الحكم الإسلامي الأول الذي ساد البلاد شرقاً وغرباً… الى ان قال: كما تجدون تفاصيل ذلك في كتاب تاريخ بانتن للعلامة السقاف).
قلت:
نعم انا رجل بنتني من اب بنتني وام بنتنية وكان لبنتن صيت عظيم في التاريخ كما ذكرت لكن يا أخي اذا قرأت تاريخها من كتب باعلوي ككتاب تاريخ بانتن لأحمد بن عبد الله السقاف باعلوي ( ت:1369 ه/1949 م ) فوجدت تاريخا أعوج لان من عاداتهم ان يكتبوا تاريخ بلدة ثم دسوا فيه ما ارادوا ان يدسوا من مصالح تعود اليهم.
قال باذيب:
(هل ينسى التاريخ الأشراف من آل عظمت خان، الذين قدموا من الهند، وتناسلوا في جزر الأرخبيل، وصاهروا الملوك والحكام…الى ان قال: سيجدون أن أسلافهم التحموا بالأشراف من السادة آل عبد الملك بن علوي ( عم الفقيه) الذين تعود أصولهم إلى تريم حضرموت، وقدموا إلى ديارهم بعد مرورهم بأرض الهند، قدموا دعاة فاتحين ناشرين للخير والسلام والدين الحنيف).
قلت:
لا يكون دليل يذكر ان العلماء والاولياء الذين بلغوا الاسلام في اندونيسيا في القرن التاسع من الهجرة من عائلة باعلوي، فالشريف هداية الله رضي الله عنه مثلا فهو ليس من باعلوي لا يكون دليل واحد يدل على انه من باعلوي، كما لا يكون ان عائلتهم تسمى آل عظمت خان الا من كتب باعلوي انفسهم ككتاب لأحمد بن عبد الله السقاف الذي مات في سنة 1369 ه /1949 م، وكتاب لسالم بن جندان الذي مات في سنة 1389 ه/1969 م. وهذان الرجلان من السابقين الأولين الذين كتبوا ان الشريف هداية الله من آل عظمت خان با علوي بلاعلم ولا هدى ولا كتاب منير مخالفا لكتب أقدم. فمؤرخ بنتني البروبيسور الدكتور حسين جيادي نيغرات البنتني كتب كتابا في سنة 1338 ه/1919 م مسمى Tinjauan Kritis Sejarah Banten (مراجعة نقدية لتاريخ بنتن) وذكر فيه ستة سلاسل للشريف هداية الله مختلفا بعضها بعضا ولكن كلها يرجع الى موسى الكاظم ولايذكر قط بأنه من باعلوي انظر صفحة 17 و177 منه.
والشيخ عبد الله بن عبد القهار البنتني كتب كتابا في سنة 1183 ه/ 1769 م مسمى بفتح الملوك وذكر فيه ان السلطان زين العاشقين بن السلطان زين العارفين البنتني من بنى هاشم ولا يذكر انه من آل عظمت خان باعلوي وهذا الكتاب الخطية كان في لجنة الأرشيف الوطني لجمهورية إندونيسيا برمز A. 111.
وهناك مخطوطات جاوية بعد سنة 1390ه/1970 م وقيل انها كتبت في القرن السابع عشر والثامن عشر من الميلاد ذكرت نسب الشريف هداية الله الى عبيدالله ولكن بعضها علم تزييفها وانها كتبت في ورقة جديدة وبعضها لا يعلم مصدرها .
فما فعل باعلوي يعد من سرقة تاريخ الغير قال تعالى: لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( ال عمران: 188) .
قال باذيب:
(ومن بانتن، انتشرت أنوار عالم جليل، كان هو الآخر من المجاهدين ضد الاستعمار الهولندي الذي احتل أرضه، فقاومه إلى أن نفي إلى بلد الله الحرام مكة المكرمة، ذلك هو الشيخ العلامة محمد نواوي بن عمر البنتني ( ت ١٣١٦ هـ ) . صاحب المؤلفات الشهيرة، الذي ينتسب إلى السلطان حسن الدين بن شريف هداية الله، إلى آخر النسب العلوي.).
قلت:
نعم، بنتن هي بلدة مباركة معروفة منذ قديم بعلمائها الراسخين العاملين. وأبناء بنتن هم من أول من ذهب الى مكة متعلما من أهل إندونيسيا.
فقد ذهب الى مكة جماعة من أبنائها سنة 1044 ه/1634 م ومن جملتهم ابو المعالى بن السلطان ابي المفاخر البنتني يتعلمون من علمائها كالشيخ ابن علان المكي (ت: 1057 ه) صاحب دليل الفالحين في شرح رياض الصالحين. وكتب ابن علان كتبا للسلطان ابي المفاخر خاصة ولأهل بنتن عامة وهي كتاب شرح نصيحة الملوك وكتاب شرح الدرة الفاخرة وكتاب المواهب الربانية للأسئلة الجاوية و كتاب رفع الحجاب. وبعض مخطوطات تلك الكتب مازال موجودا في لجنة الأرشيف الوطني لجمهورية إندونيسيا. وغير ابن علان فقد كتب العلماء كتبا ثم اهدوها لسلاطين بنتن كالشيخ نور الدين الرانيري (ت:1068ه/ 1658 م) كتب كتابا للسلطان ابي المفاخر مسمى بكتاب توضيح اللمعان في تكفير من قال بخلق القرآن. والشيخ ابراهيم الكوراني المدني (ت: 1101ه/1690 ه) كتب كتابا للسيد عبد الشكور بن عبد الكريم بن السلطان ابي المفاخر البنتني مسمى بكتاب كشف المستور في جواب سؤال عبد الشكور.
والشيخ يوسف المكساري (ت: 1111 ه/1699م ) كتب كتابين للسلطان عبد الفتاح بن السلطان ابي المعالى البنتني احدهما كتاب زبدة الاسرار والآخر كتاب الحبل الوريد لسعادة المريد. وكتب الشيخ عبد البصير الضرير (ت: 1146 ه/1733 م) كتابا للسيد عبد القادر بن السلطان ابي المفاخر البنتني مسمى بكتاب مقدمة الفوائد التى لا بد من العقائد.
وذهب الشيخ بطاط البنتني وطائفة من أهل بنتن الى مكة المكرمة بارسال السلطان عبد الفتاح البنتني سنة 1061 ه ليتعلموا من علمائها كما ذهب اليها السلطان عبد القهار وجماعته سنة 1086 ه.
وخرج من أهل بنتن علماء لهم تصانيف نافعة باللغة العربية منهم الشيخ عبدالله بن عبد القهار البنتني وسلطان العلماء في أرض جاوا الشيخ محمد نووي بن عمر البنتني والشيخ عبد الكريم بن بخاري البنتني والشيخ عبد الحق بن عبد الحنان البنتني والشيخ نووي بن محمد علي المندوي البنتني والشيخ محمد علي المندوي البنتني والشيخ عبد اللطيف بن محمد على البنتني والشيخ حلمي بن سالم البنتني والشيخ سحيمي بن نحراوي البنتني والشيخ محمد دمياطي بن محمد امين البنتني والشيخ مفتي بن اسنوي البنتني والشيخ محمد شنواني بن عبد العزيز البنتني والشيخ زلفا مصطفى البنتني والشيخ حميد البنتني والشيخ مهتدي بن شفر الدين البنتني والشيخ عبد الرؤوف بن سيوطي البنتني والشيخ عبد الرافع بن سيوطي البنتني والشيخ قرطبي الجيلاني الذي كتب كتابا في الرد على بعض كتبي وغيرهم رضي الله تعالى عنهم.
وخرج منها ايضا شخصيات بارزة في العلم والسياسة وغيرهما كالشيخ البروبيسور الدكتور معروف أمين البنتني وكيل الرئيس لجمهورية اندونيسيا سنة 2019-2024 م وشفرالدين فراويراناغارا البنتني رئيس جمهورية اندونيسيا الضروري سنة 1948 م، والشيخ أسنوي بن عبدالرحمن البنتني مرشد الطريقة القادرية والنقشبندية، والشيخ أستاري بن إسحق البنتني عالم معروف عند الناس بولي الله المجذوب، والشيخ حصوري بن طاهر البنتني خادم المعهد الطاهرية، والشيخ ماس عبدالرحمن مؤسس المنظمة الدينية مطلع الانوار، والشيخ بريغادير جيندرال شمعون أحد الأبطال الوطنيين في إندونيسيا، والشيخ أريا وانجسا كارا أحد الأبطال الوطنيين في إندونيسيا، والبروبيسور الدكتور حسين جيادي نيغرات البنتني البروبيسور الاول لأبناء اندونيسيا، والشيخ عبد الفتاح حسن البنتني عضو لجنة التحقيق في إعداد استقلال إندونيسيا سنو 1945 م، والشيخ أرشد طويل البنتني، والشيخ أرشد قصير البنتني، وإنسفيكتور جيندرال توفيق الرحمن روقي البنتني رئيس مكافحة الفساد في الحكومة الإندونيسية سنة 2015 م. والدكتور حسن ويرايودا البنتني وزير الخارجية الاندونيسية سنة 2001-2009 م. والبروبيسور الدكتور احمد عبيد الله البنتني السفير الإندونيسي في بروناي دار السلام سنة 2023 م، ومحمد إفتتاح سوريا نغارا وزير الهجرة الداخلية في الحكومة الاندونيسية سنة 2024 م، والدكتور أجي حسن شاذلي البنتني محافظ وكالة الأمن القومي للحكومة الإندونيسية سنة 2024 م، والدكتور محمد صالح بن طاهر البنتني وزير الحج والعمرة في حكومة المملكة السعودية العربية سنة 2016 م، والبروبيسور احمد طلبي كارلي البنتني عميد كلية الشريعة والقانون في الجامعة الشريف هداية الله جاكرتا سنة 2022 م. وغيرهم حفظهم الله تعالى.
قال باذيب:
( إذا علمنا هذا، فإننا لنعجب عجباً شديداً، أن يظهر رجل (بنتني) في أيامنا هذه، يدعو إلى شق الصف، وإثارة فتنة نائمة، وينادي على الملأ وعلى وسائل التواصل وعلى القنوات الفضائية، ثم يؤلف كتاباً محاولاً دعم فتنته وفكرته، للنيل من أنساب قوم كرام، أهل دين وعلم وتقوى وصلاح، ويعمد إلى التشويه وتزوير الحقائق، وطمس الأنوار الإسلامية، بزعمه أن السادة الأشراف بني علوي، الذين هم من لحمة المجتمع الجاوي دما وعرقا وخؤولة ومصاهرة، أنهم أدعياء ( وحاشاهم)، وأنهم تلبسوا لبوس الشرف لمآرب خاصة، وأطماع دنيوية … إلى آخر كلامه الغريب العجيب!)
قلت:
يا أخي قولك هذا مثل قول عتبة بن ربيعة من كفار قريش لأبي البتول صلى الله عليه وسلم: وقد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم. هل حمل الحق يسمى شق صف واثارة فتنة؟ فانا قد علمت بيقين بدلائل علمية وبراهين مفحمة بأن باعلوي ليسوا من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تستطيع ان تأتيني بكتاب نسب واحد قبل القرن السادس الهجري بل قبل القرن التاسع ذكر ان عبيدا هو ابن لأحمد بن عيسى؟ هل تستطيع ان تأتيني بكتاب واحد قبل القرن التاسع بأن احمد بن عيسى هاجر الى حضرموت؟ هل تسطيع ان تقلب نتائج اختبار الحمض النووي منهم من المجموعة الفرعية g إلى j؟ لا يمكن ان تستطيع بذلك يا أخي. فإذن ما دليلك في اعتقادك بأنهم من الأشراف الهواشم؟ هل تكتفي في ذلك بما كتبه علي السكران في القرن التاسع؟ والحال ان احمد بن عيسى عاش في القرن الثالث؟ وقد شهدت كتب الانساب في القرن الخامس الى القرن التاسع بان احمد بن عيسى ليس له ولد اسمه عبيد؟ هل لم تقرأ كتاب الشجرة المباركة للامام الكبير فخر الدين الرازي (ت:606 ه) حيث حصر بأن أولاد أحمد بن عيسى المعقبين من ثلاثة بنين محمد وعلى وحسين؟
لو صح انك من عائلة باذيب التى ذكرت في السلوك للجندي (ت:732 ه) فانت أكرم من باعلوي لان عائلتك عائلة تاريخية معروفة بالعلم والحديث ولاكذلك بعائلة باعلوي فبيت أبي علوي الذي ذكر في السلوك ليس بيت باعلوي عبد الرحمن السقاف ولكن بيت جديد ولا مرابطة بينهما. فإلى متى تظل خادماً لعائلة كانت عائلتك في السابق أكرم منها؟ انظر في السلوك حيث ذكر ان ابن ابي ذيب روي الحديث عن المقبري عن ابن ابي شريح الكعبي [في الجزء الاول صفحة 144 منه]. وانظر فيه ايضا ان مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي ذِئْب َكانَ فَاضلا فِي الْفِقْه وَعلم الْأَدَب نظم التَّنْبِيه فِي شعر وَله قصائد عدَّة [في الجزء الاول صفحة 463 منه].
وان ترد يا اخي ان تعلم حقيقة تاريخ عائلة باذيب هل بكرية او أزدية، فلا تعتمد بما ذكره باعلوي لا من احمد بن حسن العطاس (ت:1334ه) ولا من عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف (ت:1375 ه) ولا من سالم بن جندان (ت: 1389 ه) لانهم ما كتبوا شيئا في تاريخ ونسب الا لمصلحة تعود اليهم ولكن ارجع الى مراجع منزهة من أيديهم خطا او تحقيقا وهي ما قبل القرن التاسع فتجد ما تطلب منقحا. بل أقول لجميع الأسر المباركة في تريم وحضرموت اكتبوا تواريخكم بقطع النظر من جميع كتب باعلوي فتجدوا حقيقتها وجميع الفخر فيها لعوائلكم.
قال باذيب:
(إذا لم تكن هذه فتنة، فما هي الفتنة إذن ؟! إذا لم يكن هذا المنكر الذي يريد إشاعته الكياهي عماد البنتني بكلامه وخطاباته هو عين ما يريده الاستعمار، وجوهر ما تبتغي قوى الشر والظلام في العالم أن يسود ويسيطر على عقول الناس، فما هو المنكر والباطل إذن؟!)
قلت:
اذا لم يكن ادعاء الشرف من عائلة حقيرة كباعلوي فتنة فما هي الفتنة إذن؟ فما الذي يبقى لهم من حقارة عندنا، بينما ترى أعيننا بعضهم يتسول المال من المجتمع وبعضهم يشرب خمرا وبعضهم زنى وبعضهم لاط وبعضهم لا يصلى وبعضهم ارتد عن الاسلام؟ وان كان منهم بالصدفة عالم فتحدث بتفاخر أنساب عائلتهم واعتبر الآخرين أدنى منهم. وخرج من أفواههم النجسة شتم العلماء والأمراء والخرافات الباطلة من معراج أصولهم الى السماء وطيرانهم فوق السقف وطمسهم لهب النار وغيرها مما يمجه الطبيعة السوية. فيجب عليهم الانتهاء من هذا الادعاء المنكر لانهم به يحقرون الزهراء البتول رضي الله عنها واباها صلى الله عليه وسلم.
فوقوع الارتداد عن الاسلام من باعلوي كما وقع في توماس السقاف دليل واضح بأنهم ليسوا من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال ابن حجر الهيتمي في فتاويه: أكاد أَن أَجْزم أنَّ حَقِيقَة الكُفْر لَا تقع مِمَّن عُلِم اتِّصَال نسبه الصَّحِيح بِتِلْكَ الْبضْعَة الْكَرِيمَة حاشاهم الله من ذَلِك [الفتاوى الحديثية: ص.199] وكذا وقوع الزنا واللواط منهم قال ايضا: وَقد أحَال بَعضهم وُقُوع نَحْو الزِّنَا أَو اللواط مِمَّن عُلِم شرفُهُ فَمَا ظَنك بالْكفْر[الفتاوى الحديثية: ص.199].
وقولك ياأخي باذيب بأن كلامي وخطاباتي عين ما يريد الاستعمار قياس باطل لعدم دلالة المقدمة على النتيجة فما الارتباط بين بطلان نسب با علوي وبين ارادة الاستعمار، هل المقصود من كلامك يا أخي اذا كان نسب با علوي مكشوفا بطلانه لاحتل المستعمرون اندونيسيا، فما أجهل هذا الكلام، فمن هؤلاء المستعمرون الذين وقفوا استعمارهم اندونيسيا على كشف نسب باعلوي، وما هي القوة التي يمتلكها باعلوي حتى يخاف منها المستعمرون؟ ربما انت تسمع من باعلوي أشياء كثيرة مبالغة منهم ثم انت تصدقها كأن يتحدثوا عن أنفسهم بأنهم يحظون باحترام كبير من اهل إندونيسيا. لا يا أخي إنهم بالنسبة لنا أهل اندونيسيا مثل الثآليل على أجسادنا النبيلة، كما انهم مثل ذلك بالنسبة لكم أهل اليمن لو استيقظتم من نيامكم.
وكلامك يا اخي باذيب يدل على أنك لا تعلم حقيقة تاريخ با علوي في إندونيسيا فها انا اقول موافقا بما كتبت كتب التواريخ ان باعلوي جاؤوا خلال القرن التاسع عشر من الميلاد عندما استعمر الهولنديون إندونيسيا ثم كانوا لا يبالون بما يحاول فيه ابناء اندونيسيا لاستقلال الشعب الاندونيسي من الاستعمار بل كان منهم من تلطف مع المستعمرين وصار عبدا لهم وجسوسا.
قال باذيب:
(نحن نعلم أن ذلك البوق الذي نفخ فيه شياطين الفرقة، ودعاة الفتنة، ليس إلا صرخة في واد، ونفخة في رماد، نرجو أن لا يطول صوته، وأن يسكته عقلاء البلد، وحكماء الناس في تلك البلاد الغالية على قلوبنا، والعزيزة علينا؛ لأننا نعلم أن نهضة العلماء التي قامت على سواعد الرجال العلماء الصالحين، کمولانا محمد هاشم أشعري وأصحابه الكرام، كانت ولا تزال نهضة دينية علمية سوية، يقوم عليها رجال عقلاء، يوازنون الأمور، ويقمعون الفتنة وأهلها، ولا يسمحون لدعاة الفرقة أن يمزقوا جسد أمتهم ووطنهم وأرضهم الطيبة).
قلت:
اللهم ألف بين قلوب ابناء اندونيسيا واصرف عنهم شياطين الفرقة ودعاة الفتنة والله يعلم من هم شياطين الفرقة ودعاة الفتنة في هذه الأرض المباركة الجميلة كما يعلم من حمل الحق لأهلها. هل شياطين الفرقة ودعاة الفتنة هم من ادعى الشرف بلا دليل ولا برهان كباعلوي او من كشف بطلان ادعائه بدلائل واضحة وبراهين قوية كنحن. فكلمات حق صرحة في واد أو نفخة في رماد إن ذهبت اليوم مع الريح فقد تذهب غداً بالأوتاد. فاذا اردت يا أخي ان لا يطول هذا الصوت الحق فعليك بنهي باعلوي عن الاستمرار بهذه الدعوى الكاذبة وبنصحهم ان الكرم في الاسلام انما بالتقوى لا بالنسب لاسيما اذا كان ذلك النسب قد تبين بطلانه كنسبهم. فانظر يا اخي باذيب لو تكون في مكان عقد الزواج وشرع ابو امرأة ان يزوجها برجل وانت تعلم ان تلك المرأة ليست بنته بل بنتا من التبني لو تنهاه عن الايجاب لثارت الفتنة وان تسكت فالنكاح باطل فماذا تفعل؟
ولا تكن يا أخي نماما بين أبناء اندونيسيا بقولك “وأن يسكته عقلاء البلد” لان الذي يتكلم عن بطلان نسب باعلوي هو من عقلاء البلد وابن جلدتهم وقد سلم أكثرهم ان نسب باعلوي باطل حقا. فأكثر العلماء في مدارس داخلية إسلامية والاساتذة والدكاترة في الجامعات في اندونيسيا قد سلموا ان باعلوي ليسوا من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واما قولك: “لأننا نعلم أن نهضة العلماء التي قامت على سواعد الرجال العلماء الصالحين…” فنعم، نهضة العلماء هي روح لجسد اهل السنة والجماعة فى اندونيسيا وهي نور مقتبس من انوار الحكم العالية، والطرائق المستقيمة، والبصائر اللائحة، والمفاهيم الدقيقة، والاسرار الغالية، ورثه الاولياء التسعة، وغيرهم من الدعاة الجهبذة، ذوي العلوم الظاهرة والباطنة، ذو لا ينظرون ظواهر الاشياء الا مع الانصاف ببواطنها، ولا يخاطبونهم الجهلاء الا قالوا سلاما.
وهي جنة لتخلط دين الملحدين المقصرين، و لامة لشبهات فتنة الحاسدين المتطرفين. جعل الله نهضة العلماء فى اندونيسيا وسطا بين سائر الافهام، كما جعل امة الاسلام وسطا بين سائر الامم.
قال امام النهضيين: فَإِنَّهَا جَمْعِيَّةُ عَدْلٍ وَأَمَانٍ وَاِصْلاَحٍ وَاِحْسَانٍ وَإِنَّهَا حُلْوَةٌ بِأَفْوَاهِ اْلأَخْيَار ِغُصَّةٌ عَلَى غلاَصِمِ اْلاَشْرَارِ. وَعَلَيْكُمْ بِالتَّنَاصُحِ فِيْ ذَلِكَ وَحُسْنِ التَّعَاوُنِ عَلَى مَا هُنَالِكَ بِمَوْعِظَةٍ شَافِيَةٍ وَدَعْوَةٍ مُتَلاَفِيةٍ وَحُجَّةٍ قَاضِيَةٍ.
خرج درها النفيس من العلماء المخلصين والفقهاء الصالحين من اهل الورع والعارفين ثم يحليها الرجال حتى صارت جمعية لعلماء اهل السنة في اندونيسيا من شيوخهم وشبانهم وخواصهم وعوامهم من المتناهين والمبتدئين ثم يتبعهم طلابهم ومحبوهم الى ان صارت نهضة العلماء اكبر جمعية اسلامية في العالم الى يومنا هذا.
وانا من أهل تلك المنظمة المباركة بل كنت رئيسا لنهضة العلماء في منطقتنا ومن أعضاء الادارة الشورية لها في بنتن ومن اعضاء لجنة الفتوى لها في الادارة الكبرى ورئيسا لرابطة المعاهد الاسلامية لنهضة العلماء في بنتن ومازلت خادما لها في جمعية أهل الطريقة لنهضة العلماء فيها. وتعلمت من العلماء الكبار لنهضة العلماء كالعالم الرباني الشيخ محمد شنواني بن عبد العزيز البنتني صاحب كتاب كلام النحاة وكان من اعضاء الادارة الشورية لها في سيرانج في زمانه، ومن العالم الرباني الشيخ حصوري بن طاهر البنتني وكان رئيسا لها في سيرانج في زمانه، ومن العالم الرباني الشيخ مرقاوي بن عبد الكريم البنتني وكان وكيل الرئيس الشوري لها في مقاطعة بنتن في زمانه ومن العالم الرباني الشيخ مفتي أسنوي البنتني صاحب كتاب امثلة الاعراب وهو من أعضاء الادارة الشورية لها في مقاطعة بنتن وغيرهم رضي الله تعالى عنهم.
فكيف انت ياأخي تأمر علماء نهضة العلماء لنصرة نسب با علوي الواضح بطلانه والحال انهم هم الذين ابطلوه، هل انت تظن كما ظنت عائلة باعلوي ان علماء نهضة العلماء لا يكونون الا خداما او عبيدا لباعلوي؟ لا يا اخي. علمائنا لهم أخلاق سنية لجميع الناس مسلميهم وكافريهم اعطوا للناس ما يصلح لهم من حقوق وتأدبوا معهم بما يصلح لهم من آداب الا ما يكون كفرا بواحا فلا مساومة فيه. فحيث تأدبوا مع باعلوي بما يصلح لهم من آداب فكذلك تأدبوا مع غيرهم من الناس فلا تحسبن ان آدابهم دالة على خدمتهم لباعلوي كيفما كانوا.وإذا رأيت كأن بعضهم يدافع عن باعلوي، فلا تظن أنه يدافع عن نسب باعلوي، بل يدافع عما هو اكبر منه وهو الانسانية.
قال باذيب:
(لقد تابعت عن كثب آثار حملة الكياهي عماد الدين البنتني منذ أن استطالت وتعاظمت في شهر رمضان من عام ١٤٤٤هـ / مارس ۲۰۲۳م، وتواصل معي كثيرون من أهل جاكرتا وشربون وسورابايا، للقيام بجمع النصوص التي تدحض كلامه وترد افتراءاته، وقام عدد من الشباب الباحثين بجمع رسائل في الموضوع، وتكلم متكلمون في مجالس وبرامج متلفزة، وكل ذلك حسن ونافع، ولكن الأمر ليس مجرد خلاف علمي أو اختلاف رأي ووجهة نظر، ولكن وراءه ما وراءه من أبعاد سياسية واستعمارية لا تخفى.)
قلت:
وكذا أتابع عن كثب أيضًا العديد من كتابات الدكتور محمد بن ابي بكر با ذيب. وأتمنى حقًا أن يكون ممن ينجي تاريخ اليمن من الظروف التاريخية التي خلقها با علوي فيها منذ القرن التاسع الهجري. وارجو منه ان يقعد متخشعا وامامه كتب تاريخية ونسبية من القرن الثالث الى القرن الثامن بقطغ النظر عن كتب باعلوي ثم انظر فيها ما اجمل تاريخ اليمن الميمونة وما أرسخ علمائها في الفقه والحديث وما أفخر عوائلها في العلم والصلاح. ثم انظر تغاير تاريخهم بعد القرن التاسع في كتب باعلوي كأن جميع تلك العوائل المعظمة لا يكون الا عبدا ومحبا لباعلوي. وللأسف ذريته وقعت في ذلك الفخ التاريخي الذي نصبه باعلوي. فاستيقظ من نومك يا أخي وأيقظ إخوانك اليمنيين.
واما قولك بانه تواصل معك كثيرون من اندونيسيا -واظن انهم من باعلوي وهذا دليل على انهم لايستطيعون الجواب حتى يلتمسونك فيه- لقيامك في دحوض كلامى، ففي الواقع، بالفعل، شخص مثلك هو الذي يستحق الإجابة على كلامى، شخص يفهم المنهجية التاريخية، لكنك تحتاج إلى الصدق لا التبرير. فالسؤال لماذا لا تقوم فيه؟ هل قد عرفت انه لا دليل لنسب با علوي او ما زلت طالبا لذلك الدليل؟ فان كان الشأن هو الاول فاين مسؤوليتك العلمية امام الله وامام الناس؟ وان كان هو الثاني فطلبك طلب لما لا يوجد لانه لا قرينة قط بوجوده الا ان أبدعت كتابا منحولا كما فعلوا.
قال باذيب:
(وكان ممن تحرك في سبيل وأد الفتنة، من الرجال المخلصين: السيد د. علي حسن البحر، من أعضاء الرابطة العلوية ونهضة العلماء، وهو أحد مستشاري رئيس الدولة، وفقه الله، وتحرك الكياهي العالم الداعية المعروف بويا يحيى جزوري، كما تحرك الأستاذ الفاضل السيد محمد حنيف العطاس، وله حلقة طويلة مسجلة ناقش فيها دعاوى البنتني.وممن كتب أبحاثاً في الموضوع : السيد الباحث النسابة أمجد أبو فطيم باعلوي، وغيرهم كثير.)
قلت:
انت تقول بان على حسن البحر هو أحد مستشاري رئيس الدولة فرابووو وهذا خطأ لانه انما كان مترجما له في اللغة العربية في وقت من الاوقات مثلما كان مترجما له عند لقائه بالشيخ الاكبر للأزهر الشريف فى سنة 2024 م. لان رئيس الدولة لا يتكلم بالعربية والشيخ الأكبر لا يتكلم بالانجليزية فانظر عندما لقي بالامير محمد بن سلمان سنة 2025 م يتكلمان بالانجليزية فلا يحتاج الى مترجم فلو كان على حسن البحر مستشارا له فصحبه عندما لقي الامير كما صحبه في لقائه بشيخ الازهر. والاسماء الأخر التى ذكرتها انها ناقشتنى في كلامي بأن نسب باعلوي باطل موضوع منقطع فنعم ولكنها لا تستطيع ان تأتي بدلائل علمية تدل على صحته. وكذا أمجد ابو فطيم بل هذا الآخر هو الأقل صفحة والأضعف دليلا فانه لايعرف منهج المؤرخين والنسابين في تحقيق التاريخ والنسب، يحتج في هجرة احمد بن عيسى بقول العبيدلى المنقول في الروض الجلي ولا يعلم كيفية معرفة صحة النقل وعدمها حتى لا يعلم ان العبيدلي لا يقول بذلك في كتابه تهذيب الانساب كما لا يعلم ان الروض الجلي المنسوب للمرتضى الزبيدي كتاب منحول مزيف.
قال باذيب:
(وبين أيدينا هذا الكتاب الحافل، جمع فيه السيد أحمد بن عوض بن علوي آل إبراهيم فدعق باعلوي خلاصات ونصوصاً نادرة من بطون المخطوطات وكتب التاريخ، ومن كتب الأنساب، تدحض مفتريات ودعاوى الكياهي عماد الدين عثمان البنتني، وتبرز الحقيقة الناصعة للعيان.)
قلت:
لقد كانت لدي آمال كبيرة في السابق بأن يكون باذيب شريكًا متوازنًا في النقاش التاريخي، ولكن عندما قرأت هذه الجملة أصبحت متشائما، ربما أنه لا يفهم أساليب البحث لدى النسابين والمؤرخين. فان كلام شخص مزعوم فى القرن الرابع مثلا لا يكون دليلا لذلك القرن إذا كان منقولا في كتاب مكتوب في القرن التاسع بل هو دليل لذلك القرن التاسع. وكتاب أحمد بن عوض هذا انما هو مملوء بتلك الكيفية لايكون دليل واحد مأخود من كتاب النسب المكتوب في القرن الرابع اوالخامس اوالسادس ان عبيدا هو ابن لاحمد بن عيسى او ان أحمد هاجر من البصرة الى اليمن او ان قبره فيها لا يكون ذلك كله وانما صدر في القرن التاسع الهجري. فمن اين انت يا أخي ان كتاب احمد بن عوض قد دحض كلامى؟ لا شيء.
وتقول بأن كلامي في ان نسب با علوي باطل موضوع منقطع من مفتريات ودعاوي وهذا قول معكوس لان كل قول من اقوالى له دليل يعاضده، واما ما في مثل كتاب البرقة المشيقة لعلى بن ابي بكر السكران فهو أجدر ان يقال بأنه من مفتريات ودعاوي. مثلا ذكر فيه ان ابن سمرة قد اثبت نسب با علوي والحال ان ذلك لا يكون في كتابه وما ذاك الا مثال للافتراء والادعاء.
قال باذيب:
(ورُبَّ ضارة نافعة؛ فلولا تلك الحملة المسعورة ضد نسب السادة بني علوي لما رأينا مثل هذا البحث الجميل النافع ولكن كما قال القائل : وإذا أراد الله نشر فضيلة* طويت أتاح لها لسان حسود* لولا اشتعال النار فيما جاورت* ما كان يعرف طيب نشر العود).
قلت:
نعم رب ضارة نافعة فلولا تلك الأخلاق الذميمة من كثير من باعلوي لما انكشف بطلان نسبهم الى البيت النبوي، قال القائل: الكذب لا يخفي الحقيقة إنما يؤجل انكشافها* فيرسلها الله إليك دون سعي أو جهد منك * لا تحاولوا إخفاء الحقيقة فقد اقسم الله بأن* الكاذب مفضوح ومكشوف أمره ولو بعد حين * فأفضل جهاز لكشف الكذب هو الأيام* فالكذب حبله قصير وان طال* والصدق حبله مديد لا ينتهي.
قال باذيب:
(فها هي ذي فضائلهم معلنة، وأطيابهم فواحة، وأعلامهم منشورة، ومجالسهم ومعاهدهم معمورة، فلا حيا الله دعاة الفتن، ولا بورك فيمن يُشِبُّ نيران الفُرقَةِ والتشردم، وحَيَّهَلاً بالدعاة إلى المحبة والسلام، وناشري الخير والوئام..).
قلت:
فها هم هولاء، رذائلهم بارزة، زناختهم عابقة، أوباشهم مشهورة، ومجالسهم بالشتم مملوئة، ومعاهدهم بالخرافات مشحونة، فلا أبقى الله بعد اليوم أكاذيب من ادعى نسب سيد بنى عدنان، ولا بورك في كل دخيل في نسب الزهراء زورا وكذبا ومن ينصره يتحتم. ومرحبا بالحق قد تبين الرشد من الغي والثمين من الغث والصحيح من السقيم. فما أسعد فاطمة الزهراء حيث كانت ذريتها من باعلوي نقية.
قال باذيب:
(وقد بنى المؤلف كتابه على مبحثين رئيسين: المبحث الأول: رد دعوى البنتني أن السيد أحمد بن عيسى لم يهاجر إلى حضرموت، لعدم وجود إشارات تاريخية تثبت ذلك بزعمه)
قلت:
قضية ان احمد بن عيسى لم يهاجر الى اليمن ليست زعما لكن علما وإلا هل انت ياأخي تستطيع ان تأتيني بدليل من كتاب التاريخ او كتاب النسب قبل القرن التاسع ذكر فيه انه هاجر الى اليمن؟ لا. الا ان تختلق كتابا منحولا مزيفا.
قال باذيب:
(والمبحث الثاني: في التعريف بالكتب والمخطوطات والإجازات التي ذكرت النسب الشريف أو وصفتهم بالشرف، وهو مسرد طويل يقع في حوالي ٤٠ صفحة أو تزيد واجتهد المؤلف وجاهد في إيراد أقدم النصوص التي أثبتت ذكر السيد الشريف أحمد بن عيسى في سلسلة نسب أعلام ذريته، وكان من أهمها الإجازات الصادرة عن السيد علي بن جديد (ت ٦٢٠ هـ) وطبقات السماع التي كتبت على نسخ كتب الحديث وفيها ذكر نسبه متصلاً إلى السيد أحمد بن عيسى، وهي بخطوط أعلام محدثين من أهل اليمن).
قلت:
كل هذه الاجازات دليل لنسب جديد لاحمد بن عيسى وقد تبين بطلانه وليس دليلا لنسب باعلوي من عائلة عبدالرحمن السقاف. ولا يكون دليل واحد ذكر ان جديدا له اخ اسمه علوي. فلا مرابطة بينهما البتة.
قال باذيب:
(كما حفل الكتاب بعديد من التحريرات الجديدة والمفيدة، منها: مبحث في نفي كون الشريف أحمد بن عيسى العلوي المذكور في أسانيد الإمامية هو أحمد المهاجر بن عيسى النقيب بن محمد بن علي العريضي بن جعفر الصادق جد السادة آل باعلوي العريضيين، ومبحث في نفي نسبة كتاب ( الشجرة المباركة) إلى الفخر الرازي، ومبحث الحوطة وتمييز بعض الأماكن لسكنى السادة بها، ومبحث الخفارة التي عرف بها محمد بن علي باعلوي صاحب مرباط … وغيرها من الأبحاث الرائعة.)
قلت:
نعم احمد بن عيسى العلوي المذكور في اسانيد الامامية ليس احمد المهاجر لان احمد بن عيسى العلوي شخص تاريخي هو احمد بن عيسى بن محمد النقيب الاصلي وهو من أهل المدينة المنورة له ثلاثة بنين محمد وعلي وحسين وليس من جملة أبنائهم من اسمه عبيد او عبيد الله او عبد الله. واحمد المهاجر شخص غير معروف في كتب التاريخ و كتب النسب اخترعه بهذا اللقب عائلة عبدالرحمن السقاف في القرن التاسع وتقول بان له ابنا اسمه عبيد و ابن الابن اسمه علوي وهذا الكلام صدر من غير دليل يعاضده وبرهان يؤكده انما ذلك أخذ من هواء وجلب من جو.
واما تشكيك احمد بن عوض في كتاب الشجرة المباركة بأنه ليس للامام الفخرالرازي فهو تشكيك بلا دليل لانه كتب في المخطوطة بانه له ولا سبيل لنا ان نتهم بحال في هذا الكتاب لأن من وجد مخطوطته ليس له مصلحة نفسية في مضمونها وكذا من انتسخها وكذا ايضا مؤلفها. بخلاف كتاب ابناء الامام مثلا فواجد مخطوطته يوسف جمل الليل باعلوي فله مصلحة نفسية في مضمون هذا الكتاب لانه ذكر فيه نسب باعلوي ثم بعد ادعائه بوجدانها حققها وطبعها ثم لما طلبت هذه المخطوطة انتشر الخبر بانها قد فقدت. وكذا كتابا تاريخ شنبل والبهاء ادعى عبد الله محمد الحبشي وجدان مخطوطتيهما ثم حققهما وطبعهما ثم هاتان المخطوطتان فقدتا، فمثل ذلك لائق ان يتهم بالكذب وويل لكل افاك اثيم.
قال باذيب:
(ختاما، هذا هو الكتاب بين أيديكم معشر القراء الكرام، تصفحوه، وتأملوه، واقرأوا سطوره، واجتلوا نوره، وتمعنوا في الحقائق التي زَخَرَت بها صفحاته، وكحلوا أعينكم برؤية الوثائق المخطوطة النادرة التي اهتدى لها المؤلف، ووظفها في بحثه أحسن توظيف.).
قلت:
ختاما، هذا الكتاب ألفه احمد بن عوض با علوي، انظروا معاشر القراء، يحاول ان يغطى شمس البيان التي اتيت بها بغربال التمويه، تصفحوه، وتأملوه، واقرأوا سطوره فلا تجدوا فيه شيئا ينصر نسب با علوي بالمرة. فنسبه نسب باطل غير منصور ومن اعتقد صحته غير مرضي ومن عاد من كشف بطلانه غير مهدي. ومن أحب المصطفي صلى الله عليه وسلم واهل بيته يجب عليه ان يحفظ نسبه من ان يدخله من ليس له فيه حق.
قال باذيب:
(وأملنا أن يُطبع الكتاب في حُلَّةٍ رائعة، تسر الناظرين، وصلى الله على مسك الختام البدر التمام سيدنا محمد سيد الأنام، وآله وصحبه الكرام. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وكتبه محمد أبو بكر باذيب مغرب يوم الأربعاء 8 رجب الفرد الحرام ١٤٤٦هـ يوافقه الثامن من شهر يناير مفتتح سنة ٢٠٢٥م
قلت:
قيمة كتاب لا في حلته الرائعة ولكن في دلائله القاطعة، الناس يختارون ورقة نقدية رثاثة من فئة 100 ريال بدلاً من ورقة نقدية جديدة جيدة من فئة 1 ريال ولو تسر الناظرين. وصلى الله على سيد ولد عدنان سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين. وكتبه عمادالدين عثمان البنتني الجاوي الشافعي ضحى يوم الثلاثاء 27 محرم سنة 1447 من الهجرة النبوية على صاحبها افضل الصلاة والسلام موافقا 22 يوليو 2025 م.